من مجموعة "نافخ الزجاج الأعمى،" 2011.
اِخلَعْ ملابسكَ يأمره الطَّبيب
فيقفُ الشاعرُ عارياً
يسْتَعجِلُهُ الطَّبيبُ وهذه؟
مُشِيراً إلى كلماتٍ وأوجاعٍ
هذه لا أستطيعُ أَنْ أَخلعها
يهْمسُ الشاعرُ بِصَوْتٍ بَعِيد
أَصبَحَت كلماتي وأوجاعي
جِلْدةً ثانية
حتّى إنّي أخرجُ عارياً إلى الشّارع
لا ينتبِهُ إلى عُرْيِي أَحَد
تَمَدَّد يأمرُه الطّبيبُ
فَتُغْمِضُ السمّاعةُ عُيونَها خجَلاً
بينما الشاعرُ يتأوّه
كلَّما جَسَّ الطَّبيبُ كلمةً في جسدِه
أَينَ تشعرُ بالألَم؟
في أحلامي يهمسُ الشاعر
أشعرُ أَحيانًا بأنّي
أَلَمٌ يحلُم كي لا يَسمَع نفسَه
حُلمٌ يتألّمُ كي لا يُفكِّر
صارِحْني هَل مِن أَمل؟
يجِدُ الطّبيبُ
أكثَرَ من سَببٍ لِلْيأس
ولو انْتبهَ قليلاً لَرَأى
كلماتِه تَضحك في صمْتِ العِيادة
بينما السمّاعةُ
تُطَمْئِن المريضَ:
أنتَ بِخيرٍ يا صديقي
أنتَ حيٌّ مِن جميِعِ جهاتِك
غيرُك فَقَدَ نعمةَ الألَم
آدم فتحي، شاعر ومترجم تونسي قدير. لديه العديد من الدواوين الشعرية والترجمات القيّمة. حاصل على جائزة سركون بولص للشعر وترجمته. كتب قصائداً شعرية غناها عدد من الفنانين المشهورين، منهم لطفي بوشناق، والشيخ إمام، وفرقة جين السورية.