متعبٌ من كلِّ ما يحيطُ بي
من وجهكِ الجميلِ، من نسائمِ الصباحِ،
من دفاترِ البكاءِ، من غبارِ الطلعِ،
من شذى العبير.
من هاتفي الذكيِّ، من إشارةِ المرورِ،
من هديرِ الحافلاتِ، من ضجيجِ الطائراتِ،
من وجومِ الطفلِ فوق صدرِ إمهِ،
ومن رُعاشِ غيمةٍ تبكي،
ومن أسى المصير.
وخائفٌ من كلِّ شيءٍ
من فراغِ الليلِ، من صهيلِ الخيلِ،
من شروقِ الشمسِ، من غروبها،
ومن كتابِ الحُبِّ،
من ملابسِ الرثاءِ، من كآبةِ الشتاءِ،
من وجوهٍ ما لها ملامحٌ تطلُّ كالوباءِ
من أثاثِ البيتِ من وسائدِ الحرير.
متعبٌ من كلِّ ما يحيطُ بي
وليسَ في استطاعتي
مهما اعتزلتُ واحترقتُ في محارتي
أن أضعَ الحياةَ فوق هامشِ الحياةِ
كي أسيرَ ضدَّ تياري .. لكي أطير
ليسَ في استطاعتي أن أتركَ التاريخَ خلفي
حافياً.. وعارياً.. وأكملَ المسير
بشر شيب، شاعر سوري مقيم في تركيا.