يمكن لعقل وخيال الفنان الذهاب إلى أماكن قد لا تستطع الكاميرا الوصول إليها حتى الآن، وربما هذا هو الجوهر والمحرك لنشأة الفن الفلكي. سنتشارك معاً في هذه السلسلة وجوهاً عديدةً لفن الفضاء أو ما يعرف بالفن الفلكي، وسنستعرض عدداً من نتاج الإرث الإنساني في هذا الخصوص.
لطالما كان الشعر رفيق العربي ونديمه وشغله وشاغلته، وقديماً قالوا الشعر ديوان العرب؛ لأنه حوى تاريخهم وثقافتهم ووجوههم، وعبّر عما يثور بداخلهم وخلّده في كثير من الأحيان، ونقل إلينا ما لا تنقله صفحات التاريخ عادةً من ملامح وتفاصيل الحياة الاجتماعية اليومية في كل زمن، فصفحات التاريخ تكتفي بنقل الحروب والأحداث السياسية وسير الملوك ف "ليس للتاريخ وقت للتأمل" بعبارة محمود درويش.
ضجيجُ الروحِ يقطعُ صمتَ الظلام ينادي.. كيف يحيا ذاك الغرام؟ كيف ابتلع غولُ الفراقِ كل الأحلام؟ قد كتبتك أبجديّةً حروفها نُقشت على أيقونةِ الفؤاد كيف يمحوها ذاك البعاد؟
الــحـُبّ رمـلٌ و الـصّـدورُ بـوادي و الـطـيـرُ مـجـبولٌ عـلـى الإنـشـادِ فــإذا رأيـتَ الـجـرح يـنزف عـندهُ فـاعـلم بــأنّ الـرقـص شِـبـهُ حِـدادِ قـلـبي انـتـعاشٌ والـضـبابُ عـدوّهُ حــرَّرتـهُ وبـرئـتُ مـــن حُــسّـادي فـانـسلّت الـنـجماتُ بـين أصـابعي والأرضُ صــارت نـقـطةً بـالـوادي من فوقهم حتى وصلتُ إلى النُّهى الـبـرقُ سـيـفي والـشّهابُ جـوادي هـم يشتهون الضوءَ و هو يصدُّهم فـيـنـافـقـون بــجَـمـعـةٍ و مـــــزادِ
لى بوابةِ الغرقِ يراقصُ أمسُهم شوقي ويستلقي ألا شغلٌ لهُ إلايَ يا شعرُ! يجيءُ الطيفُ في الموعد ويستطرد يراوغُ حاضري المشبوبَ بالهرب ألا يكفي من الأشواقِ ما أسلفتَ يا عمرُ!
دندنُ صهلةَ التاريخِ حيناً فأسرجُ من مزايا المجد حرفي وتأخذني الحكايةُ بافتخارٍ إلى أرضٍ تقدّسني وحتفي أبيتُ الليلَ مطوياً بقدسٍ وأصحو اليومَ مأخوذاً بوصفِ إذا ما لاكتِ الأقدارُ عرفاً
ثَمَّ انحسارٌ واضحٌ للنَّهرِ أو ثَمَّ انحسارٌ واضحٌ سيكونْ وأنا أراكَ تُحِيلُ عينَكَ عن جمالي كانَ يَشغلُني مآلُ العُشبِ هل سيصيرُ حِنطيّاً؟ رماديّاً؟ ضعيفاً في مَهَبِّ الموتِ؟ مُختَلِطاً عليهِ الأمرُ؟ أقربَ قفزتينِ إلى الجنونْ؟. عُشبٌ رماديٌّ!
لم يكن حُباً ولكن كان شيئاً منهُ أكبرْ لم يكن "مترو" سريعاً مرَّ في قلبي وغادرْ أو سقوطاً في امتحانِ الخصرِ والصدرِ المُدوَّرْ كان شيئاً منهُ أكبرْ لم يكن ظِلاً.. خيالاً.. أو مناماً جاءَني في ليلِ بؤسي
م أبكِ لكن هذهِ كلماتي تغدو دموعاً حرَّةً بدواتي تجتاحني كالحُبِّ دون تهيّؤٍ وفجاءةً كتدهورِ العملاتِ يا للحروفِ لها بكلِّ جوارحي ملهىً وغانيةٌ وبحرُ شتاتِ وحكومةٌ في القلبِ أسمعُ قمعها وعساكرٌ للإنقلابِ الذاتي أغدت حروفي دولةً عربيّةً محدودةٌ فيها أنا حركاتي؟
ساقانِ غارقتانِ في أزلِ الرخام ساقانِ في صدري هنا قد مرّتا طعناً ولا شخصٌ توجّه باتهام ساقانِ لا أحدٌ تفكّر فيهما يوماً ولا أحدٌ سيفعلُ فالأنامُ همُ الأنام ساقانِ منذُ عصورِ قبل اللَّهِ بعد اللَّهِ منذُ غوايةِ الأسماءِ
أغوصُ في أعماقكِ أتوهُ في أرجائكِ أسبحُ في العوالم الزرقاءِ والبيضاءِ أمشي مثل سائحِ أحارُ ما أسماؤكِ؟ يا امرأةً صوفيةَ الملامحِ يا امرأةً أحلى الذي فيها وشاحُ الكادحِ
يدق الشاعر من خلال أسلوبه بابا نادرَ القصدِ في تاريخ الشعر العربي، إذ يجاري سرعة الوقت الإلكتروني الذي نعيشه بضربات شعرية خاطفة مكثفة ومتتالية كمقاطع الـ "ريلز" القصيرة في مواقع التواصل الاجتماعي، مخلصا اللغة من الحشو وأقمشة البلاغة الفائضة، ومخاطبا فئة مختلفة من القراء، كما يقول في مقدمته "إلى الذين لا يقرؤون الشعر".